Page 104 - Amna_ Hiat Arabic
P. 104

‫دراسات أمنية‬

‫الصيـــن فـــي الأســـابيع الثلاثـــة الماضية‪ ،‬ولا‬                 ‫والبيئـــة‪ ،‬كمـــا أنهـــا مكلفـــة جـــ ًّدا‪.‬‬   ‫المناعيـــة التائيـــة مـــن التعـــرف علـــى‬
‫شـــك في أنها ســـتتغلب على هـــذا الوباء‪،‬‬                ‫ثال ًثـــا‪ :‬اللقاحـــات المهندســـة وراث ًّيـــا‪ :‬إن ثمة‬  ‫الفيروس‪ ،‬فإن كســـ ًرا تحدثـــه تقنية جينية‬
‫ومـــع ذلـــك‪ ،‬يجـــب أن يســـتيقظ العالـــم‬              ‫صلـــة بيـــن أمـــن المعلومـــات البيولوجيـــة‬           ‫فـــي هذيـــن المورثيـــن قـــد يحـــول دون‬
‫علـــى حقيقـــة أن هـــذا الفيـــروس يمكـــن‬              ‫المتمثلـــة فـــي بنـــوك الجينـــات وقواعـــد‬            ‫انتشـــار الفيـــروس وتكاثـــره فـــي الجســـم‪،‬‬
‫أن يكـــون فـــي الواقـــع عمـــ ًلا مـــن أعمـــال‬       ‫بياناتهـــا والأمن الصحي من جهـــة‪ ،‬وبينها‬                ‫وقـــد تكون تقنيـــة كريســـبر(‪Abbott et al.,()1‬‬
‫الحـــرب البيولوجيـــة‪ .‬وأكـــد «هامـــر» فـــي‬           ‫وبيـــن الحـــرب البيولوجيـــة من جهـــة أخرى؛‬            ‫‪ )2020‬التـــي اســـتخدمها فريق مـــن الأطباء‬
‫‪ Chamber Business News‬أن مجلـــس الشـــيوخ‬                ‫حيـــث يســـتطيع العلمـــاء الاســـتفادة مـــن‬            ‫فـــي أمريـــكا لتحطيـــم جينـــوم الفيـــروس‪،‬‬
‫الأمريكي قـــد أقر حزمة إجـــراءات اقتصادية‬               ‫الكـــم الهائل مـــن قواعـــد بيانـــات الحمض‬             ‫خاصـــة المورثيـــن المذكوريـــن ‪ -‬وســـيلة‬
‫بقيمـــة تريليونـــي دولار؛ لتجنيـــب الاقتصاد‬            ‫النـــووي (‪ )GenBank Database‬المرقمنـــة‬                  ‫ناجحـــة فـــي الحد مـــن تفشـــيه‪ ،‬وإن َتطا ُب َق‬
‫الأمريكـــي ضـــر ًرا أكبـــر جـــ ًّراء التأخـــر فـــي‬  ‫باســـتخدام تقنيـــات المعلوماتيـــة الحيوية‬              ‫هذيـــن المورثيـــن فـــي جميـــع ســـالات‬
‫التعاطـــي مـــع الجائحـــة‪ ،‬وأن هـــذه القيمـــة‬         ‫فـــي إيجـــاد مـــا يحاكـــي أدوات القـــص‪ ،‬أو ما‬        ‫الفيـــروس يجعـــل هـــذه الوســـيلة ممكنـــة‬
‫تقـــارب ما قد تفقـــده الولايـــات المتحدة من‬            ‫يســـمى بتقنيـــة «‪ »knock out‬التـــي يمكنهـــا‬
                                                          ‫إيقـــاف نشـــاط الفيـــروس أو التخ ُّلـــص منـــه‬                                  ‫بشـــكل كبيـــر‪.‬‬
             ‫نشـــوب حـــرب عالميـــة ثالثـــة‪.‬‬           ‫تما ًمـــا‪ ،‬كمـــا أنها قد تســـهم فـــي الوصول‬           ‫ثان ًيـــا‪ :‬التقنيـــات النانوية‪ :‬في مقالة نشـــرتها‬
‫وإلـــى أن تتضـــح أســـباب انتشـــار هـــذا‬              ‫إلـــى تصميـــم لقاحـــات تعطـــل بروتيـــن‬               ‫(‪ )Khaleej Times‬فـــي ‪ 20‬مـــارس الماضـــي‬
‫الفيـــروس وطـــرق مكافحتـــه‪ ،‬أقـــدم بيـــن‬             ‫مســـتقبلات الفيـــروس علـــى أســـطح‬                     ‫بعنـــوان‪« :‬العلمـــاء الصينيون طوروا ســـا ًحا‬
                                                          ‫الخلايـــا أو تضـــاد بروتيـــن الفيـــروس‪ ،‬الـــذي‬       ‫جديـــ ًدا لمكافحـــة فيـــروس كورونـــا»‪ ،‬حيـــث‬
    ‫يـــدي المعنييـــن التوصيـــات الآتيـــة‪:‬‬             ‫يتعـــرف به علـــى الخلايـــا المســـتهدفة‪ .‬من‬            ‫طـــور فريق مـــن العلمـــاء الصينييـــن طريقة‬
‫زيـــادة الاهتمـــام بالأمـــن الصحـــي مـــن خلال‬        ‫ناحيـــة أخـــرى‪ ،‬قـــد تكـــون جائحـــة كورونـــا‬        ‫جديـــدة لمكافحـــة فيـــروس «‪»COVID - 19‬‬
‫دعـــم البحوث العلمية المســـحية والوقائية‬                ‫حر ًبـــا عالميـــة ثالثـــة‪ ،‬ولكنهـــا هـــذه المـــرة‬   ‫وف ًقـــا لـ‪ ،Global Times‬وهذا الســـاح ليس عقا ًرا‬
‫والتجريبيـــة مـــن أجـــل التغلـــب علـــى هـــذا‬        ‫بيولوجيـــة؛ ذلـــك لاحتماليـــة أن يكـــون هذا‬           ‫أو مرك ًبـــا‪ ،‬ولكنـــه عبـــارة عـــن بعـــض المـــواد‬
                                                          ‫الفيـــروس المســـتجد معـــاد التركيـــب‬                  ‫النانويـــة التـــي يمكنها امتصـــاص الفيروس‬
                                   ‫الوباء‪.‬‬                ‫(‪)Recombinant‬؛ ليكـــون أشـــد ضـــراوة مـــن‬             ‫وتعطيلـــه بكفـــاءة (‪ )٪ 99.9 - 96.5‬بحســـب‬
‫عـــزل الســـالات المحليـــة مـــن الفيـــروس‬             ‫الفيروســـات التاجيـــة التـــي ســـبقته؛ حيـــث‬
‫وقـــراءة التسلســـل الجينومـــي لهـــا مـــن‬             ‫إنـــه بالإمـــكان اســـتخدام قواعـــد بيانـــات‬                                      ‫زعـــم المجلة‪.‬‬
‫أجـــل إيجـــاد ســـبل لمكافحتها حـــال تباين‬             ‫جينومـــات الفيروســـات التاجيـــة المودعـــة‬             ‫وقد أمكن على المســـتوى الطبي استخدام‬
‫الســـالات جغراف ًّيـــا مـــع التبايـــن البيئـــي‪.‬‬      ‫فـــي بنـــوك الجينـــات لتصميـــم أو لتغييـــر‬           ‫تقنيـــة النانـــو لتصميـــم مســـتحضرات‬
‫الاســـتفادة مـــن التجربة الصينية فـــي إدارة‬            ‫التركيـــب الوراثي في ُن َســـ ِخ مســـتجدة من‬            ‫صيدلانيـــة تســـتطيع اســـتهداف أعضـــاء أو‬
‫أزمـــة كورونـــا علـــى المســـتويين الصحـــي‬            ‫الفيروســـات التاجيـــة تزودهـــا بالشراســـة‬             ‫خلايـــا معينـــة فـــي الجســـم‪ ،‬مثـــل‪ :‬الخلايـــا‬
                                                          ‫والعدوانيـــة والانتشـــار الســـريع‪ .‬إن هـــذه‬           ‫الســـرطانية‪ ،‬وتعزيـــز فاعليـــة العـــاج‪ ،‬إلا أن‬
                              ‫والتوعـــوي‪.‬‬                ‫الاحتماليـــة قـــد ذهـــب إليهـــا كثيـــر مـــن‬         ‫هـــذه التقنية ما تـــزال قيد البحـــث والتجربة‪،‬‬
‫الاســـتفادة مـــن التجربـــة الســـعودية فـــي‬           ‫المقالات العلمية والسياســـية والاجتماعية؛‬                ‫ونحـــن لا نعـــرف ســـوى القليـــل جـــ ًّدا عـــن‬
‫تكامـــل وزارات الداخليـــة والدفـــاع والصحـــة‬          ‫حيـــث أكـــد (‪ )Koenig, 2020‬أن معـــدل الإصابة‬           ‫تأثيراتهـــا المحتملـــة علـــى صحـــة الإنســـان‬
                                                          ‫بــــفيروس كورونا قد انخفـــض تدريج ًّيا في‬
    ‫والتعليـــم فـــي إدارة أزمـــة الفيـــروس‪.‬‬                                                                     ‫(‪ )1‬كريســـبر‪ :‬هـــي مجموعـــة من الأحماض النوويـــة الريبية‬
‫العمل العربي المشـــترك فـــي وضع تدابير‬                                                                            ‫‪ crRNA CRISPR‬التـــي يمكنهـــا تفكيـــك تسلســـل الطفـــرة‬
‫احترازيـــة مشـــتركة تلتـــزم بهـــا الـــدول‬
‫العربيـــة فيما بينها فيمـــا يتعلق بالفحص‬                                                                                 ‫الجينيـــة للفيروســـات التاجيـــة بنســـبة عاليـــة ج ًّدا‪.‬‬

                                 ‫ا لمبكر ‪.‬‬

                                                                                                                    ‫‪104‬‬
   99   100   101   102   103   104   105   106   107   108   109